السبب فى انتهاء عصر فوازير رمضان !!!

فوازير رمضان كانت السمة المميزة لشهر رمضان الكريم. وبدا ذلك جلياً منذ أواخر حقبة الستينيات. بفوازير ثلاثي أضواء المسرح الضيف أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم. وحققت نجاحا كبيرا.

ولا ننسي أن مخرج هذه الفوازير كان المخرج الرائع محمد سالم. وكان لرحيل الضيف أحمد في أبريل 1970 تأثير سلبي علي تلك الفوازير، كانت الانطلاقة الثانية لفوازير رمضان في منتصف السبعينيات. وقامت ببطولتها الفنانة الاستعراضية نيللي. وفي هذه السنوات تعلق الملايين بفوازير نيللي ومازال في الوجدان حتي الآن فوازير عروستي و»التومبكة«

والخاطبة وكانت هذه الفوازير من إخراج المخرج فهمي عبدالحميد أحد أفضل مخرجي الاستعراض في تاريخ مصر، وحققت نيللي من تلك الفوازير شعبية جارفة. ونجاحها في الفوازير كان أكثر من نجاحها في التمثيل السينمائي واستمرت نيللي في تقديم الفوازير حتي عام 1981. وفي عام 1982 بدأت مرحلة فوازير فطوطة بطولة النجم الكوميدي سمير غانم، واستمرت ثلاث سنوات أعوام، 82، 83، 1984. وحققت نجاحاً كبيراً وكانت أيضاً من إخراج فهمي عبدالحميد. ومازالت شخصية فطوطة ملتصقة بسمير غانم حتي الآن.

وفي عام 1985 بدأت مرحلة فوازير شيريهان، واستمرت أيضاً ثلاث سنوات.

وحققت شيريهان نجاحاً مذهلاً. خاصة انها كانت تمتلك كافة مقومات نجمة الاستعراض واعتقد ان أغاني ومقدمات تلك الفوازير مازالت ماثلة في أذهان الملايين وفي عام 88 بدأت الفوازير تأخذ منعطفاً جديداً حيث فكر فهمي عبدالحميد في تكوين مجموعة جديدة.

وكانت الفوازير في هذا العام بطولة يحيي الفخواني و صابرين والفنانة الراحلة هالة فؤاد. والتجربة لم تكن ناجحة ولم تفشل أيضاً. كانت شيئاً عادياً.

وفي عام 1989 كانت التجربة مختلفة أيضاً، ووقع اختيار فهمي عبدالحميد علي شيرين رضا لبطولة الفوازير.

وكانت التجربة غير موفقة بالمرة. وبدأ العد التنازلي لفوازير رمضان بالتليفزيون المصري.

في 16 يناير 1990 رحل مخرج الفوازير ومبدعها فهمي عبدالحميد. لتفقد الفوازير أهم عنصر، وفكرت نيللي في العودة للفوازير عام 1990. وكانت الفوازير بعنوان لعبتي وكان من إخراج محمد عبدالنبي. ولم تحقق نفس نجاح فوازير نيللي في السبعينيات. ولم تحاول نيللي تكرار التجربة مرة أخري مكتفية بما قدمته وبعد ذلك بدأت مراحل فاشلة جداً من فوازير رمضان.

حتي لا تستوعب الذاكرة تلك التجارب الفاشلة. والتي جعلت المسئولين بالتليفزيون يصرفون النظر تماماً عن إنتاج الفوازير باهظة التكاليف. ومن الواضح ان فوازير الثلاثي ونيللي وسمير وشيريهان ستبقي في الوجدان.

ولم يستطع أحد في السنوات العشرين الماضية. تقديم فوازير علي نفس المستوي. ولا ننسي ان فوازير عمو فؤاد التي استمرت علي شاشة التليفزيون لمدة 25 سنة انتهت برحيل الأستاذ فؤاد المهندس. نستطيع القول إن فوازير رمضان
التليفزيونية انتهي عصرها. ولكن مع الإذاعة مازالت آمال فهمي نجمة الفوازير. وإحدي علامات الإذاعة في رمضان.

وكانت فوازير أبيض وأسود هي آخر فوازير ناجحة وكانت بطولة محمد هنيدي والفنان الراحل علاء ولي الدين وأشرف عبدالباقي وإخراج سعيد حامد وكان عام 2000.

ويبدو أن نجاح أي فوازير أصبح أمرا صعبا لعدم وجود افكار مناسبة أو مخرج والاستعراضات والتكاليف. ونستطيع القول إن عصر فوازير رمضان انتهي. وعودة عصر الفوازير يبدو أمراً صعباً.