وصف مراقبون باكستانيون الأربعاء تصريحات الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زردراي -التي أدلى بها في أول مؤتمر صحفي عقده بعد أدائه اليمين الدستورية- بأنها خيبت آمال الباكستانيين الذين كانوا ينتظرون منه تصريحات حول المسائل الوطنية الهامة.
وقال المراقبون إن زردراي استضاف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي لا يعتبر من أصدقاء باكستان المقربين في مراسم أدائه اليمين ومن ثم شاركه في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد توليه الرئاسة بشكل رسمي وتحدثا عن قضايا لا تحمل أهمية كبرى لدى الشعب ، مما زاد من خيبة أمل الباكستانيين الذين يعتبرون كرزاي حليفا للولايات المتحدة وخادما لأجندتها على حساب المصالح الباكستانية ، كما ان استضافته للرئيس الأفغاني تعد رسالة إيجابية للدول الغربية ، ولم تكن في مكانها الصحيح بالنسبة للباكستانيين.
وذكر المحلل السياسي لقناة "جيو" الإخبارية الباكستانية حامد مير أن زرداري كان قد وعده في مقابلة أجراها معه قبل أسابيع بأن أول إعلان له بعد توليه الرئاسة سيكون إلغاء المادة (58 2 ب) والخاصة بإلغاء صلاحية رئيس الجمهورية في حل البرلمانات والحكومة.
وأضاف أن زرداري تهرب بأسلوب سياسي ماكر من جميع الأسئلة التي طرحت عليه خلال المؤتمر الصحفي حول المسائل الهامة التي تواجهها البلاد لاسيما مسألة إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم وإلغاء التعديلات الدستورية التي أدخلها سلفه برويز مشرف على الدستور لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية على حساب صلاحيات رئيس الوزراء والبرلمان ، والهجمات التي تشنها قوات التحالف داخل الأراضي الباكستانية في منطقة القبائل.
إلا أن حامد مير أشار إلى تصريح زدراي خلال المؤتمر الصحفي بأنه سيقوم بأول زيارة خارجية له للصين -بدلا من الولايات المتحدة- بانها تأتي تمجيدا لسياسة الرئيس الراحل ووالد زوجته ذوالفقار علي بوتو ، كما تعطى إشارات إيجابية حول أنه لا يولي اهتماما كبيرا للسياسات الأمريكية ، الا انه اشار الى انه من المؤسف أن الرئيس الجديد لم يدن بشكل واضح الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على منطقة القبائل الباكستانية.
وفى السياق ذاته ، وصف الصحفي الباكستاني كامران خان تصريحات الرئيس الباكستاني الجديد بأنها وضعت عديدا من علامات الاستفهام حول أجندته المستقبلية ، موضحا أن زرداري لم يتطرق إلى مسألة العلاقات الباكستانية الهندية ، ولم يعط أي إجابة واضحة حول أي سؤال محدد ، بل تهرب من الأسئلة الخاصة بالمسائل الوطنية مثل إعادة القضاة المعزولين إلى وضعهم الذي كانوا عليه قبل نوفمبر الماضي.
ونوه إلى أن زرداري وصف خلال المؤتمر الصحفي الحكومة الباكستانية الحالية بأنها حكومة حزب الشعب ولم يقل إنها حكومة ائتلافية مشيرا إلى أن هذا الأمر مثير للجدل والتعجب .
علي صعيد آخر ..يأمل المستثمرون وحلفاء باكستان تتقدمهم الولايات المتحدة أن تعيد الانتخابات بعض الاستقرار للبلاد بعد شهور من الاضطرابات السياسية وتصاعد أعمال العنف ، والتى أدت الى انخفاض كبير في الأسهم وسعر الروبية.
طائرات بدون طيار تبحث عن بن لادن
يأتى تولى زردارى لمنصبه وسط غضب عارم من الباكستانيين ازاء قيام الولايات المتحدة بسلسلة من الهجمات الصاروخية لطائرات بدون طيار توجهها وكالة المخابرات المركزية الامريكية .. دون ان يشر زرداري الي اي ادانة لمثل هذه الهجمات علي مواطنية وداخل اراضي بلاده .
وذكرت تقارير إخبارية الأربعاء -نقلا عن مسئولين أمريكيين وباكستانيين- أن الولايات المتحدة تكثف حاليا من استخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار بحثا عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في المنطقة الجبلية غربي باكستان.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست أن هذا التحول الاستراتيجي يعكس فشل الولايات المتحدة في تطوير استخبارات بشرية مؤثرة في هذه المنطقة النائية ، رغم عرضها مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى مقتل بن لادن أو اعتقاله.
وقال المسئولون الباكستانيون والأمريكيون في تصريحاتهم للصحيفة إن تلك الهجمات تأتي في إطار مسعى جديد لإضعاف القيادة المركزية لتنظيم القاعدة بدأ أوائل العام الماضي وتزداد فعاليته مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية أسفرت عن زيادة عدد الضحايا من المدنيين ، لكنها أدت أيضا إلى مقتل اثنين من كبار زعماء القاعدة.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة زادت من عدد الهجمات الصاروخية التي تنفذها تلك الطائرات في باكستان خلال العام الجاري بمعدل ثلاثة أضعاف ، حيث بلغ عددها خلال العام الجاري 11 هجوما حتى الآن مقابل ثلاث هجمات العام الماضي.